We The Culture

مفارقة غسيل الأهداف: ضريبة تجاهل رفاهية الأفراد في عصر الأهداف المشتركة

مفارقة غسيل الأهداف: ضريبة تجاهل رفاهية الأفراد في عصر الأهداف المشتركة

عواقب إهمال القادة لأهداف المؤسسات وخيمة، حيث يعتبر الإهمال قادر على استهلاك جميع موارد المؤسسة دون أي نتيجة تذكر! في هذا المقال نذكر أهمية أهداف المؤسسات في قائمة مهام القادة وكيف تتفادى خطورة إهمالها.

Written by
Nada Hakeem
Translated by
Mahmoud Swedan
October 11, 2023

في المجال التجاري، نسمع غالبًا قصصًا ملهمة عن التحول والتأثير الإيجابي على الموظفين. ومع ذلك، يوجد قصص مخفية خلف الخطابات والمقابلات العلنيّة. 

حان الوقت لإزاحة الستار حول جميع المشاكل المخفية و التعرف على التأثير السلبي لغسيل الأهداف مع نقاط يمكن أن تبرهن لأنفسنا قبل غيرنا طريقتنا في تحقيق أهداف ورؤى أعمالنا صحيحة أم لا، ومواجهة الحقائق المؤلمة واكتشاف مهاراتنا على خلق ثقافات عمل تجسد حقًا جوهر أهداف العلامة التجارية. 

سطحية التعامل مع الأهداف

بعض الشركات تدعي أن لديها هدفاً تجارياً قوياً ونبيل، ولكن في الحقيقة هذا لا يتطابق مع سلوكها أو قيمها. مما يؤدي إلى خيبة أمل المستهلكين بعد فترة وفقدان ثقتهم في العلامة التجارية. فقد أظهرت دراسة قام به Cohn & Wolfe أن 87% من المستهلكين يفضلون شراء منتجات من شركات لديها هدف تجاري واضح، ومع ذلك، توصلت دراسة أخرى قام بها BBMG و GlobeScan إلى أن 48% من المستهلكين يعتقدون أن معظم العلامات التجارية تدّعي فقط أن لديها هدفاً حقيقياً، لذلك، يجب على الشركات أن تكون صادقة ومتوافقة في توصيل رسالتها وتحقيق رؤيتها.

التركيز على الربح قصير المدى

بعض الشركات تستغل موظفيها وتطالبهم بالعمل بشكل مفرط أو تحت ضغط كبير، معتبرة أن هذا سيزيد من إنتاجيتهم وأرباحهم. ولكن هذا يؤدي إلى انخفاض مستوى رضا الموظفين وزيادة معدلات الغياب دون داعي. فقد كشفت دراسة عن Gallup أن الموظفين المتعبين جسديًا وعقليًا يغيبون عن العمل بشكل أكبر بنسبة 63%، وأنهم يبحثون عن فرص عمل جديدة بشكل أكبر بمعدل 2.6 مرة. يمكن أن يؤدي السعي وراء الربح المالي الفوري إلى تعريض رفاهية ودوافع أعضاء الفريق للخطر، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تآكل الثقة وعرقلة النجاح على المدى الطويل.

عدم المسؤولية والشفافية

بعض الشركات تتجنب الكشف عن ممارساتها أو نتائجها، خوفًا من الانتقاد أو العقاب. ولكن  يؤدي هذا إلى تقويض الثقة والعدالة في مكان العمل، ويخلق جوًا من الشك والريبة. فقد أوضحت دراسة قامت بها PwC أن 64% من الموظفين يعتبرون الثقة والعدالة عناصر أساسية لبناء ثقافة عمل إيجابية. لذلك، يجب على الشركات أن تكون شفافة ومسؤولة عن أفعالها، وأن تشجع على التواصل المفتوح والمشاركة بين جميع أطرافها.

التغاضي عن رفاهية الفرد

يؤدي استغلال أعضاء الفريق عن طريق استخدام الأهداف التجارية كحجة لتسويغ ساعات العمل الطويلة أو المهام المرهقة، مُدعية أن هذا سيحقق تأثيرًا إيجابيًا على المؤسسة. ولكن هذا يؤدي إلى إهمال احتياجات وتطلعات الموظفين كأفراد، ويزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب أو القلق. فقد أشارت تقارير إلى أن التوتر المرتبط بالعمل يكلف الاقتصاد العالمي تريليون دولار سنويًا. لذلك، يجب على الشركات أن تحترم حدود وتوازن موظفيها، وأن تساعدهم على تحقيق رفاهية شخصية ومهنية.

إذًا، كيف يمكننا حل مفارقة غسيل الأهداف؟ ببساطة، بالتصرف بشكل مسؤول وأخلاقي، والتزام بالهدف الحقيقي للشركة. يمكننا عبر ذلك أن نعالج هذه التحديات على نحو استباقي. 

يجب على المؤسسات التحرك إلى ما هو أبعد من الاعتماد السطحي، وتقديم الأولوية للنجاح على المدى الطويل على حساب الربح قصير المدى، وتبني المسؤولية والشفافية، مع الأولوية لرفاهية الفرد، ودمج الاعتبارات الأخلاقية، والتفاعل بشكل حقيقي مع أعضاء الفريق كأمر أساسي لا شك ولا تردد فيه.

expand_less